هل يطرأ أي تغيير على عالم العلاقات الدولية؟ رغم ما يبدو عليه هذا السؤال من بساطة، إلا أن الدراسات السابقة التي تمت بهذا الشأن قد أخفقت في تقديم جواب شاف.
تؤكد المدرسة الواقعية الحديثة أن هيكلية السياسة الدولية كانت وستبقى قائمة بلا منازع، إلا في حال قيام قوة عالمية جديدة، تمارس فرض عقوبات على السلوكيات المنحرفة بالحلول محل هيكلية القوة القائمة. أما المدرسة الليبرالية فتصرّ على أن العلاقات الدولية قد شهدت تغيُّراً مثيراًً، وقد أخذ هذا التغير إما شكل تحول من السلطة التقليدية إلى أشكال حكم أكثر اعتماداً على المؤسسات وأكثر تحرراً إن لم نقل أكثر ديموقراطية، أو شكل قيام العولمة والاعتماد المتبادل بين الدول بتحدي الاستقلالية الانعزالية للدول ذات السيادة.
إن وجهتي النظر السابقتين تبالغان في تبسيط التغير التاريخي (وفي عدم وجود هذا التغيير أيضاً) الذي حدث في العالم. وفي هذا البحث، سيعاد تقويم المجتمع الدولي بعد إضافة عامل آخر إلى المعادلة، وهو دخول لاعبين وقوى من خارج عالم الغرب ضمن حسابات سياسات القوة الكلاسيكية.
لا توجد تعليقات على هذا العنوان.